top of page

تنظیم إستعمال الدواء ودور الدوافع التجاریة للشركات المصنعة للأدویة

Aktualisiert: 13. Okt. 2021


تنظیم إستعمال الدواء ودور الدوافع التجاریة للشركات المصنعة للأدویة

إنَّ المراقبة بعد التسویق هي أمرٌ أساسيّ لتطویر فهم كامل للتوازن بین المنافع والآثار السلبیة. وهناك حاجة إلى مزید من العمل في تحلیل بیانات التقاریر الذاتیة للمرضى عن الآثار السلبیة وكذلك قواعد البیانات الحاسوبیة وتصمیم الدارسات المخصصة وتصمیم دارسات الجدوى الاقتصادیة العشوائیة الكبیرة (1).

تقدر مراكز خدمات ميديكير وميديكيد (Medicare and Medicaid Services) في الولايات المتحدة الأمريكية أن نفقات العقاقير التي تستلزم وصفة طبية في الولايات المتحدة قد قُدرت بحوالي 335 مليار دولار أمريكي في عام 2018 على سبيل المثال. ويشمل هذا المبلغ فقط الإنفاق على مبيعات الأدوية بالتجزئة ومستثناة من نفقات البيع بالجملة. يمكن أن تختلف تقديرات الإنفاق على الأدوية باختلاف المنظمة التي تحقق عن النفقات (2) وكما موضح في المخطط التالي.




إنَّ إزدیاد إستعمال الأدویة الجدبدة والغالیة الثمن إضافة الى إرتفاع معدلات نسب الإصابة بمرض السكري النمط الثاني كان له تبعاته على میزانیات الأنظمة الصحیة والذي إنعكس على النمو في السوق الدوائیة العالمیة من 3.8 بلیون دولار أمریكي في عام 1995 الى 17.8 بلیون في عام 2005 وقد قدر لمعدلات النمو هذه أنْ تصل الى 975 بلیون في عام 2013 (4,3). وهذا یعني أنَّ الأدویة المُخصصة لصحة البشر تولِّد ثروة والثروة تمدُّ عروض الطرق للمؤتمرات والندوات عن مرض السكري. وبدون هذه فإنَّ الهجرات الموسمیَّة المُمولَّة للمؤتمرات الطبیة سوف یكون مصیرها التوقف وأنَّ كل رواد الرأي الأساسي والقول الفصل سوف یركبون عربة تعود لجهة تجاریة أخرى.

لا یمكن إنكار المیل المبالغ به نحو مقدار المنافع الطبیَّة لكل دواء جدید في بدایة تسویقه. وفیما یلي بعض الأسباب التي تقف وراء المیل المبالغ به نحو مقدار المنافع الطبیَّة لكل دواء جدید في بدایة تسویقه:

§ العدید من الأدویة تأتي نتیجة التقدم المهم في الفهم العلمي الأمر الذي یدفع الى الإعتقاد بجدواها الطبیَّة.

§ إنَّ عملیة تطور الدواء تسلط الضوء بدرجة رئیسیة على فعَّالیته, بینما تحتاج النتائج غیر المرغوب بها منالأدویة الحدیثة الى وقت أطول لكي تظهر.

§ الشركات المُصنعة عادة لدیها فرصة قصیرة للربح السریع والمضمون عن طریق إشباع السوق بصورة مبكرة وبیع أكبر كمیَّة ممكنة.

§ فقدان أو شحة دراسات المقارنة المبنیَّة على أساس الدواء مقابل الدواء للأدویة المتوفرة حالیاً (5).

§ یعتاد المرضى على قاعدة أنَّ الأجیال الجدیدة من السیارات وأجهزة الموبایل هي أفضل من سابقاتها ویمیلونلتطبیق ذلك على الأدویة.

§ إنَّ مجرد حشد المرضى في الدراسات السریریة ینتج عنه إنخفاض كبیر في الهیموجلوبین أ1س أكبر من تأثیر التداخل العلاجي ذاته (6) الأمر الذي تستغله الشركات المصنعة في تضخیم منافعه وإعتبار التحسُّن مرتبط فقط بإستعمال الدواء الذي استعمل في هذه الدارسات.

§ تقدیراتنا التي تقلل من قیمة القوة المطلقة للإیحاء على تصرف الأطباء وكذلك المرضى (6).


وعلیه لا توجد دهشة بأنَّ الأدویة الجدیدة تدخل المسرح الطبي مقابل خلفیة من التوقعات المُضخَّمة مصحوبة مع إفتراضات غیر عقلانیَّة عن سلامتها. وفي هذا الصدد یجب التأكید على نقطة مهمة وحساسة تتمثل بكون أغلب البحوث المدعومة من الشركات المصنعة لهذه الأدویة تعطي في الغالب أو على الإطلاق نتائج إیجابیة وأغلب البحوث غیر المدعومة من هذه الشركات أي البحوث الأكادیمیة البحتة والمحایدة تعطي نتائج سلبیة. وعندما یتم إنتقاء نتائج الدارسات بتحیُّز فإنَّ مصالح المرضى تصبح في خطر وهذا یعني إحتمال تطابق الإثنین أو تضادها الحاد من حیث طبیعة النتائج في مرحلة من مراحل تطویر هذه الأدویة سواء قبل التسویق أو بعده. وهذه تكاد تكون قاعدة عامة تشمل الأدویة الأخرى في مجال الطب وتظهر بجلاء وبحدَّة في المراحل التي تعقب التسویق.

وهذا یقتضي علینا أنْ نكون حذرین بشأن تصمیم العدید من الدراسات والذي لم یتم للرد على مسألة علمیة بل للرد على مسألة تسویقیة للدواء المعني في هذه الدارسات. إنَّ مثل هذا التبادل في المصالح یُهدد سلامة البحوث العلمیة وموضوعیة التثقیف المهني ونوعیة العنایة الطبیة بالمریض وثقة المجتمع بالطب.

وكمثال على ذلك فقد أحیطت أدویة الستاتین بهالة من الجدل لعدد من الأسباب. فمن جهة أظهرت هذه الأدویة قابلیتها على تخفیض الكولسترول بشكل واضح والأدلة على ذلك أنها تقلل أیضاً من نسبة حدوث النوبات القلبیة والسكتات الدماغیة. أما البیانات بشأن قدرتها أو عدم قدرتها على تخفیض معدل الوفیات فكانت أقل وضوحا. وعلى الرغم من هذا فثمة في الواقع بیانات حدیثة تدعم هذا الادعاء. ومع ذلك فقد كانت أدویة الستاتین بالنسبة لشركات الأدویة التي تحظى على اقبال شدید وقد ولدَّ هذا المخاوف بسبب كون شركات الأدویة تجني الملیا رات من الدولارات مقابل أدویة ذات تأثیر هامشي على المرضى. وهنا یجب التنویه الى أنَّ بوادر دخول دواء الجانوفیا الى السوق الدوائیة السائبة في العراق كان في منتصف 2011 تقریبا. ونتیجة لجهل أغلب الأطباء بهذا الصنف من الأدویة والهجمة الدعائیة المضللة لهم صار هذا الدواء یُصرف بصورة مطلقة وغیر محددة لكل مرضى السكري النمط الثاني وبمختلف مراحل المرض عندهم وبإعتباره دواء سحري جدید ودون معرفة دواعي إستعماله والمحاذیر الخطرة ومعرفة الأعراض الجانبیة المحتملة ومنها الخطرة جدا. علماً بأنَّ مفعول هذا الأصناف یكاد یكون وهمي أو ضعیف فس أحسن الأحوال. والشئ الذي یؤسف له كثیرا هو أنَّ مثل هؤلاءالأطباء یتسابقون على إستعماله كدلیل على فهمهم وعلمهم ومواكبتهم للتطورات الجدیدة. ناهیك عن ما یتأملونه من الشركات الإحتكاریة من فتات أرباحها الخیالیة, لاسیَّما إذا كان الطبیب ممن یحشر المرضى بأعداد تصل الأربعة مرة واحدة في غرفة الفحص ضارباً عرض الحائط كل المقاییس العلمیة والإنسانیة ومستغلاً جهل الناس وبساطتهم وصمت أعراض السكري وإرتفاع ضغط الدم وإضطراب الدهون والتي تفتك بهم بسبب مضاعفاتها الصامتة والتدریجیة. ویكون جزاء الطبیب على حسن ما فعل لهذه الشركات المصنعة لهذه الأدویة عادة بتغطیة نفقات سفرة ترفیهیة خارج القطر وعادة یكون هذا تحت غطاء مؤتمر وكوسیلة لعرض منتجاتها والترویج لها سواء عن طریق عرض بحوث مدعومة أصلاً من قبلها أو وسائل أخرى. وفیما یلي ملخص لأهم النقاط الأساسیة لتنظیم إستعمال الأدویة:

  • تهدف المجتمعات والحكومات الى صرف النقود على الأدویة لعدة أسباب لذلك یجب أنْ تكون أمینة وفعَّالة وذات جودة عالیة وتستعمل بطریقة مناسبة.

  • إنَّ تطوير الأدویة وإنتاجها وإستیرادها وتصدیرها ومن ثمَّ توزیعها یجب أنْ یُنظم لضمان مطابقتها للمعاییر العلمیة الموصوفة لها.

  • لذلك فإنَّ تنظیم الدواء بشكل فعَّال هو شرط ضروري لضمان سلامة وفعَّالیة ونوعیة الأدویة إضافة الى توفیرمعلومات دقیقة وملائمة عن الدواء لعموم الناس.

یقع على الأطباء واجب أخلاقي یدعوهم الى المحافظة على أحدث المستجدات العلمیة في حقول إختصاصاتهم. والجمعیات المهنیة الطبیة تُدعِّم هذه الإلتزامات. إنَّ المخاوف بخصوص علاقات الأطباء مع شركات صناعة الأدوية تأتي من كونها تسبب ضرراً :

  • بسمعتهم المهنية (وصف الدواء والسلوك المهني)

  • وبالبحث العلمي

  • وبمصداقية الخطوط التوجيهية

  • وبالمرضى أنفسهم (بالعناية بالمرضى).




2. https://www.statista.com/statistics/184914/prescription-drug-expenditures-in-the-us-since-1960/

3. http://www.fda.gov/downloads/AboutFDA/ReportsManualsForms/Forms/UCM163919.pdf

4. Berlin JA, et al. Am J Public Health. 2008 August; 98(8): 1366–1371.

5. Nathan DM, Buse JB, Davidson MB, et al. Medical management of hyperglycaemia in type 2 diabetes mellitus: a consensus algorithm for the initiation and adjustment of therapy: a consensus statement from the American Diabetes Association and the European Association for the Study of Diabetes. Diabetologia. 2009; 52: 17-30.

6. Gale, E.A.M. .The Hawthorne studies—a fable for our times? QJM: International Journal of Medicine ,2004;97:439-449.



82 Ansichten0 Kommentare

Aktuelle Beiträge

Alle ansehen

متى نحتكم الى رأي العلم والعلماء والشواهد العلمية الحديثة النزيهة حول الإستعمال العشوائي والمفرط لفيتامين (د) Vitamin D

الجزء الأول: متى نحتكم الى رأي العلم والعلماء والشواهد العلمية الحديثة النزيهة حول فيتامين (د) Vitamin D الجزء الثاني: نصائح لمستخدمي المكملات الغذائية (كمثال الكالسيوم وفيتامين د) (بين الدوافع التجار

Kommentare

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.
bottom of page